الأربعاء، نوفمبر 06، 2013

الطريق الى دماج، صفحة من ذكرياتي


تعرفت على دماج لاول مرة عندما كانت في المرحلة الثانوية اي في بداية دخولي عالم التدين حسب المنهج السلفي الاثري و الذي يعتبر من دماج بمثابة البيت المقدس، و وجهة كل طالب علم "شرعي" حسب الفكر السلفي، وقد استمرت قرابة 3 سنوات، و من خلال تعاملي مع السلفيين و كثرة الحديث عن دماج وطلب العلم هناك تأكدت بأن دماج ليست منطقة يعيش بها بعض السلفيين في محيط شيعي، بل هي قبلة العلم السلفي و دار الحديث الذي انشئت على يد شيخ السلفيين في اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
بصراحة لا اتذكر بضبط متى اردت ان اتدين او اعرف ديني، و لكن كل ما اتذكرة هو انني و في نهاية المرحلة الاعدادية كنت لا اعرف شيء حتى عن كيفية الصلاة الصحيحة، فقررت ان ادخل المسجد لصلاة الفجر و بصدفة البحته كان مسجد تصنيفة انه مسجد سلفي و ليس إخواني.
بعد ترددي على المسجد و تعرفي على الشباب هناك بدات في مرحلة لبس القميص القصير و العمامة و حمل اي كتاب ديني، كانت حاجة جديدة و لها هيبة الناس بتسلم عليك باعتبارك كبرت و صرت رصين العقل... الخ.
و توالت الايام و صار لبسي اكثر تشددا و اتقنت لبس العمامة و طريقة المشية، حتى كنت من اوائل الحاضرين في المحاضرات الدينية و حضور حلقات العلم الشرعي بمعنى حلقة فقة السنة بعد صلاة الظهر في مسجد و حلقة بعد صلاة العصر في مسجد اخر و حلقة بعد المغرب في مسجد ثالث و هكذا، لا اخفي عليك بأنها كانت ايام ممتعة و ترتسم ابتسامة على وجهي عند تذكرها، خصوصا عندما كنا نحضر لمناظرات علمية فنقوم بالبحث في الكتب عن اقوال العلماء و ادلة كل عالم و نقارنها و نفنذها و من ثم نطرح و جهت نظرنا فيها، طبعا عند وصولك الى هذه المرحلة تسمى بشكل غير رسمي ب"السلفي الجلد" اي القوي المتين.
بعد هذه المرحلة صار إلزاما علي ان اسافر الى دماج شوقا لطلب العلم و لرؤية الشيخ الذي اطربت اذاني بسماع محاضراته من غير ما اعرفه " لأن التصوير حرام طبعا"، استعديت لرحيل و بالفعل سافرت كانت رحلة شاقة جدا و كانك تسافر الى خارج حدود الحاضرة و المدنية لتعود ل 1400 سنه الى الوراء، كانت بمثابة الهروب من الواقع او الخلوه بعيدا عن فتن الحياة، كانت دماج بنسبة لي انا ابن المدينه صدمة فلم استطع التكيف مع طريقة العيش بها خصوصا عند دهن الشحم في جسدي لك لايلسعني النامس ليلا، كانت دماج مدينة اهلها الطيبين و ليست مدينتي، وبعد رؤيتي لشيخ مقبل و اطلاعي على مكتبتها العلمية، قررت العودة خصوصا انه فتح مركز في مدينتي عدن يلبي حاجتي المتعطشه للمعرفة.
وبعد فترة تركت الدعوة السلفية لاسباب كثيرة جدا قد اسردها في تدوينة اخرى ما يهمني في هذه التدوينة هي مدى تعلق اي سلفي او من يعتقد بالسلفية بدماج، خصوصا والان تقام حرب من قبل الشيعة الحوثيين لسيطرة عليها.

هناك تعليق واحد: